لا تحـــزن إذا دعوت الله كثيرا ولم يستجيب لك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول ابن عطا الله السكندري
(( لايكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً لبأسك , فهو ضمن لك
الإجابة فيما يختاره لك , لا فيما تختاره لنفسك, وفي الوقت الذي يريد , لا
في الوقت الذي تريد ))
شرح هذه الحكمة :
أي: لايكن تأخر وقت العطاء المطلوب مع الإلحاح أي :المداومة في الدعاء
موجباً لبأسك من إجابة الدعاء , فهو سبحانه ضمن لك الإجابة بفوله
(( ادعوني استجب لكم )) فيما لك , لا فيما تختاره لنفسك , فإنه أعلم بما يصلح
لك منك , فربما طلبت شيئاً كان الأولى لك منعه عنك , فيكون المنع عين
العطاء , كما قال المصنف فيما يأتي , ربما منعك فأعطاك , وربما أعطاك
فمنعك , ويشهد على ذلك قوله تعالى (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير
لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) , ولذا
قال بعض العارفين ومنعك في التحقيق ذا عين إعطائي .
وكذلك ضمن لك الإجابة في الوقت الذي يريد , لا في الوقت الذي تريد , فكن
موسوي الصبر , فإن الصبر وعدم الإستعجال أولى بالعبد , ألا ترى أن
موسى كان يدعوا على فرعون وقومه وهارون يؤمن على قوله تعالى :
(( ربنا اطمس على أموالهم )) , وبعد أربعين سنه استجيبت دعوتهما , قال
تعالى : (( قد استجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا
يعلمون )) ,
فقم ماأمرك الله به من الدعاء , وادخر بدل مطلوبك ماتنال به الحسنى وزياده.
م / ن
+[quote]